"في مصر"عندنا احنا وبس" بقلم /حسن المستكاوي

فى مصر فقط كسب رئيسها بعض التعاطف حين ألقى خطابا تحدث فيه عن الحياة والموت فى بلده. وبعد 12 ساعة كان هناك رجال من حزب الرئيس يفسدون هذا التعاطف. إنهم مغامرون بالجمال والجياد شنواحملة على الثوار، فكانت تجسيدا لأفكار جاهلة ذكرتنا بالشعر العربى القديم: «مكر مفر مدبر مقبل معا، كجلمود صخر حطه السيل من عل»، وكان ذلك فى ثورة اندلعت بواحدة من أرقى وأحدث أفكار البشرية.

● فى مصر فقط قامت ثورة الملايين، وكان سلوكهم قمة فى التحضر. لم تقع حادثة تحرش واحدة وسط ميدان التحرير. وذلك فى مجتمع كان يشكو من حالات التحرش فى بعض الشوارع. وفى مصر فقط مزجت الثورة بين صلوات المسلمين وصلوات الأقباط، وكان ذلك كله فى مجتمع يرفع راية الخوف من الفتنة الطائفية منذ 40 عاما.

● فى مصر فقط احتفل شباب بالزواج فى قلب الثورة. وكانت خلفية الحفل دبابة أم 60 تابعة للجيش المصرى. وفى ليالى الثورة استدعى الثوار الأغانى الوطنية. أناشيد تغنى بها الشعب فى ثورة 19. وأناشيد انتشى بها الشعب فى ثورة 52، وعلى الرغم من الشعارات الجادة والنبيلة، التى رفعها الثوار عن إسقاط النظام، وعن الحرية والديمقراطية والانتخابات النزيهة وتغييرالدستور، رفعت أيضا لافتات تحمل الكثير من السخرية.

● فى مصر فقط اندلعت ثورة مذهلة وبيضاء. وقام الثوار بتنظيف ميدان الثورة. وفى مصر فقط نجحت ثورة شعب. ثم قام هذا الشعب بكل ألوان الاحتجاجات. مع أن الثانية تسبق الأولى فى كل الثورات. وفى مصر فقط سرقت أحاديث الجدل حول المؤيدين والمعارضين للثورة، أحاديث البناء والانطلاق نحو المستقبل بقوة الثورة.

● فى مصر فقط انشغل ملايين المصريين بالرجل الذى وقف وراء عمر سليمان، ولم يشغلهم الرجل الذى وقف أمام الرجل، الذى كان يقف وراء عمر سليمان، وهو يلقى أهم بيان للشعب عن تخلى الرئيس عن السلطة!

0 التعليقات:

إرسال تعليق